عمان، الأردن – تقدم الاخصائيّة النفسية سحر الرواشدة خدمات إرشاد ودعم نفسي للعمال في مصانع الألبسة في الأردن بهدف إزالة الوصمة التي غالبا ما تحيط بقضايا الصحة النفسية في البلد.
الرواشدة (33 عاما)، التي تحمل درجة ماجستير في الإرشاد النفسي من جامعة اليرموك، شاركت بفاعلية، من خلال عدة منظمات دولية، في تقديم خدمات دعم نفسي للأطفال اللاجئين في قرى نائية، كما قدمت خدمات رعاية للأشخاص كبار السن.
وبمساعدة من مركز الأميرة بسمة للتنمية البشرية في إربد، انضمت الرواشدة إلى أحد مصانع الألبسة الرائدة في إنشاء وحدة خاصة لرعاية الصحة النفسية للعمالة في الأردن.
مع بدء العمل في المصنع، لاحظت الرواشدة، حسب قولها، "وصمة بين كثير من العمالة مرتبطة بفكرة اللجوء إلى شخص مختص في الصحة النفسية ،إذ توجد هذه الوصمة في جميع الثقافات، بما في ذلك الثقافة المحلية في الأردن."
لمواجهة هذه التحديات، تعاونت الرواشدة مع إدارة الموارد البشرية، التي تتعامل بكثرة مع العمالة، لتنظيم دورات تركز على أسباب المشكلات النفسية المختلفة التي تواجه العمالة
وتضيف: "طورنا برنامجًا لإدارة الغضب وفهم كيفية التعامل مع ضغوط العمل باتباع خطوات محددة تعتمد على الفهم، الاستماع، التنظيم، توفير مساحة للحوار، وخلق بيئة عمل مريحة وصحية."
وجدت الرواشدة احتياجات متعددة الجوانب للرعاية النفسية للعمالة المهاجرة، التي تواجه تحديات في التكيف مع الحياة الجديدة في الأردن، والضغوط المرتبطة بالعمل، خاصة في الأشهر الأولى من العمل.
وبمساعدة من مركز الأميرة بسمة للتنمية البشرية في إربد، انضمت الرواشدة إلى أحد مصانع الألبسة الرائدة في إنشاء وحدة خاصة لرعاية الصحة النفسية للعمالة في الأردن.مع بدء العمل في المصنع، لاحظت الرواشدة، حسب قولها، "وصمة بين كثير من العمالة مرتبطة بفكرة اللجوء إلى شخص مختص في الصحة النفسية ، إذ توجد هذه الوصمة في جميع الثقافات، بما في ذلك الثقافة المحلية في الأردن
لمواجهة هذه التحديات، تعاونت الرواشدة مع إدارة الموارد البشرية، التي تتعامل بكثرة مع العمالة، لتنظيم دورات تركز على أسباب المشكلات النفسية المختلفة التي تواجه العمالة.
وتقول: "حددنا يومًا كل عام للصحة النفسية مما قادنا إلى تطوير برنامج توعية شامل، تضمن توزيع مواد تعليمية مطبوعة عن أهمية الصحة النفسية للعمالة، إلى جانب أنشطة رياضية لتعزيز الصحة النفسية."
أدت حملات التوعية إلى زيادة عدد الأشخاص المحالين إلى الرواشدة، التي أصبحت تتعامل مع 12 حالة، شهريا، بدلا من حالة واحدة.
تشرح الرواشدة: "تابعت حالة لعاملة بنغلادشية كانت تعاني من الاكتئاب. شجعت العاملة زميلة لها تعاني من الإجهاد النفسي على زيارة قسم الصحة النفسية. تلعب الحملات التوعوية، المتابعة، والإرشاد دورا كبيرا."
امتد تأثير هذه المبادرات إلى العمالة الأردنية، التي بدأت تدريجيًا بزيارة قسم الصحة النفسية بانتظام.
"يسعدني رؤية تفاعل العمالة إيجابيا مع قسم الصحة النفسية؛ لقد كانت جهودنا مثمرة،" بحسب الرواشدة.
عام 2021، أطلق برنامج منظمة العمل الدولية، "عمل أفضل – الأردن"، مشروعًا للصحة النفسية لمساعدة العمالة في قطاع صناعة الألبسة على تعزيز التكيف ضد مخاطر الصحة النفسية؛ ضمان وجود دعم نفسي على مستوى المصانع؛ وتوفر أنظمة إحالة في الصحة النفسية للعمالة كافة. وفر المشروع دورات تدريبية وجلسات توعية للعمالة في جميع أنحاء الأردن، مع التركيز على تزويدها بالمهارات والمعرفة اللازمة لتوفير الرعاية الصحية النفسية.
وتقول الرواشدة ان المشروع "قدم تدريبات مهمة، بما في ذلك بشأن التوعية بالصحة الجنسية والإنجابية والإسعافات الأولية النفسية، وتوجيه وإرشادات بشأن عمليات التوعية والإحالة، إضافة إلى دعمنا بأنشطة وفعاليات للمساعدة في تحسين الصحة النفسية للعمالة."
يحمل العمل في مجال الصحة النفسية تحديات كبيرة، خاصة أننا كنا نستحدث تقديم خدمات الصحة النفسية في بيئة عمل متنوعة. أدركت أن العمل يتطلب فهمًا عميقًا للاحتياجات المتنوعة لعمال وعاملات من جنسيات متعددة.
تعاونت مع إدارة المصنع لتطوير خدمات الصحة النفسية بهدف تحسين الصحة النفسية للعمالة والوقاية من مشكلات الصحية النفسية.
وضعنا خريطة طريق واضحة، وخصصنا الأشهر 3 - 6 الأولى لفهم احتياجات وتحديات العمالة من خلال تقييمات الصحة النفسية والدراسات التي أجراها برنامج "عمل أفضل – الأردن". اكتشفنا وصمة كبيرة مرتبطة بمشكلات الصحة النفسية بين العمالة الأردنية والعمالة المهاجرة، على حد سواء.
علاوة على ذلك، وجدنا نقصا في التوعية بالصحة النفسية، ومعلومات مغلوطة عن خدمات الصحة النفسية والجهات التي تقدمها في الأردن. يضم المصنع عمالًا وعاملات من ست جنسيات مختلفة – بنغلاديش، بورما، سريلانكا، نيبال، مدغشقر، والأردن. يجلب هذه التنوع تحديات فريدة، خاصة خلال مواسم ذروة الإنتاج.
كانت أهدافنا محددة: تحسين الصحة النفسية للعمالة، وقايتها من الضغوط النفسية، وتيسير وصولها إلى خدمات الصحة النفسية. لتحقيق هذه الأهداف، ركزت على بناء القدرات من خلال التفاعل والتواصل مباشرة مع العمالة لتعزيز فهمها لقضايا الصحة النفسية. نظمنا جلسات تدريبية، وأنشطة مختلفة، مثل الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية. ساندتني إدارة المصنع، ووفرت الموارد اللازمة لتطوير نظام فعال لخدمات الصحة النفسية.
إخلاصي وعملي الجاد مبنيان على إيماني بضرورة تقديم خدمات الدعم للعمالة الأردنية والعمالة المهاجرة، على حد سواء. تتأثر العمالة بضغوط الهجرة، وكذلك بالمشكلات العائلية، المالية، والصحية، فضلاً عن طبيعة العمل نفسه. تنشأ صعوبات إضافية من حقيقة أن النساء يشكلن أغلبية القوى العاملة في قطاع صناعة الملابس.
بفضل التزامي وأثر جهودي، اختارني برنامج "عمل أفضل – الأردن" لتدريب وتعزيز مهارات ضباط ارتباط الصّحة النفسيّة الجدد من مصانع مختلفة بهدف دعم القوى العاملة بفاعلية، وكان الدعم المستمر من الإدارة العليا عاملا حاسما.